soma مشرف
عدد المساهمات : 365 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 32
| موضوع: عين النحلة أحلى . الخميس أكتوبر 08, 2009 7:58 pm | |
| أتذكر أنني عندما كنت طالبا ً في المرحلة المتوسطة تلك المرة التي جلست فيها لأتناول طعام إفطاري في الفسحة المدرسية ، و بينما كنت أفطر إذ جاءت نحلة و بدأت تدور حول رأسي و أنا بطبيعتي أخاف من النحل لما أعرف من لسعاته الساخنة فبدأت أراقبها بحذر و خوف حتى تركتني فجأة و انصرفت ، و عيني تتبعها و ترصدها ، فرأيتها تتجه نحو عبوة من العصير واقعة على الأرض قد سقطت منها بعض القطرات فوقفت النحلة على قطرة من قطرات العصير و راحت ترتشف السكر منها . احتفظت بهذا المشهد في ذاكرتي و مضت سنوات حتى جاء يوم خرجت فيه من المنزل و ركبت سيارتي فدخلت معي إلى السيارة ذبابة و راحت تزعجني كعادة الذباب ، و استمرت في إزعاجي حتى وصلت إلى منزل صديقي و بينما أنا في انتظاره خرجت الذبابة بسرعة و بشكل مفاجئ و راحت عيني تتبعها و ترصدها و إذا بها تتجه إلى صندوق النفايات القريب فرجعت ذاكرتي سنوات إلى الوراء و تذكرت النحلة فقلت في نفسي ! عين النحلة أحلى !!نعم ، عين النحلة لا تشاهد إلا الأشياء الحسنة ، و عين الذبابة لا ترى إلا القبيح من الأشياء ، ترى هل ننظر إلى الحياة بعين النحلة فنراها جميلة و نبصر الزاوية المشرقة منها أم ننظر إليه بعين الذبابة فنراها سلبية مظلمة ، جميعنا يمتلك عينين ، ولكننا نفتح واحدة و نغلق أخرى ، فمن منا يستطيع أن يفتح عين النحلة دائما ً سنجده متفائلا ً إيجابيا ً ، يرى في المحنة متعة و في المصيبة فرصة ، و يمتلك حكما ً إيجابيا ً على كل شيء حوله لأنه يرى حسناته و صفاته الجيدة يقول لي أحد زملائي إن زوجتي لا ترى إلا بعين الذبابة ، إلى درجة أنها تتذمر من كل شيء و تشتكي من كل شيء ، و لا يعجبها شيء ، حتى أنني أحاول في بعض المرات أن أتحداها و أقاومها بإيجابيتي فأذهب برفقتها إلى أماكن جميلة جدا ً لا يمكن أن يتوقع أحد وجود ملحوظات أو سلبيات فيها ، و بالرغم من ذلك تستطيع ان تكتشف بعض السلبيات و تنزعج من وجودها و تقضي يومها بشكل سلبي إلى حد أنني أخذتها مرة لزيارة حديقة غناء من سابع المستحيلات أن تجد فيها سلبية واحدة ، فهي متقنة التنسيق بأدق تفاصيلها ، ماذا تتوقع حول ردة فعلها عندما دخلت الحديقة ؟ نظرت إلي بعبوس و قالت بغضب : لماذا لم تحضرني إلى هنا من قبل ؟؟ يا لخيبة الأمل ! إن زوجتي لا تنظر إلا بعين الذبابة …و من المؤكد أن تلك المرأة تعاني من التعاسة و القلق و ضيق الصدر لأنها لا ترى إلا الأشياء السلبية في حياتها و هي المسؤولة عن كل ذلك ، لأنها بإرادتها قررت أن تكون كذلك و كل و كل ما يجب عليها القيام به هو أن تفتح عين النحلة و تنظر إلى الحياة بإيجابية كذلك . لأننا كما نعتقد عن أنفسنا نكون و نعمل و ننتج ، فانظري إلى نفسك و الحياة من حولك من الزاوية المشرقة و بعين النحلة ، تجدين الحياة أحلى …بإمكاننا أن نختار ردود أفعالنا انطلاقا ً من نوع نظرتنا للحياة فاجعلي نظرتك إيجابية تسعدين حياتك يا أجمل داعية …
| |
|