هي وصمة عار في جبين الطواغيت والجبناء
رحلة مع الهلاك تخللتها شموع ودموع
ومعها خسة وندالة أترككم مع
دماء على ضفاف الجبناء
الذكرى الثانية للحادث الأليم
حادث العبارة المصرية التي غرقت في البحر الأحمر الجمعة، تضاءلت السبت 4-2-2006 آمال العثور على نحو 900 شخص فقدوا بعد غرق عبارة مصرية في الوقت الذي دخلت فيه عملية البحث عنهم يوما ثانيا. وقال مسئول أن رجال الإنقاذ عثروا بالفعل على 185 جثة وانتشلوا 314 ناجيا من مياه البحر الأحمر حيث غرقت العبارة السلام 98 التي يبلغ عمرها 35 عاما أثناء قيامها برحلة من ميناء ضبا في شمال غرب السعودية إلى ميناء سفاجا المصري.
وكانت العبارة تحمل 1272 راكبا معظمهم من المصريين وطاقما مؤلفا من 100 فرد عندما فقدت الاتصال بالشاطيء في نحو الساعة العاشرة مساء(2000 بتوقيت جر ينتش) يوم الخميس .
وتجمع مئات من أقارب الركاب وهم يبكون عند مدخل ميناء سفاجا التي كان من المقرر أن تصل إليها العبارة في الساعة الثانية من صباح الجمعة (منتصف الليل بتوقيت جر ينتش). ووضع رجل رأسه على كتف أخر وأجهش بالبكاء فيما حاول الواقفون حوله تهدئته. وقال احدهم "إن شاء الله سيعود... إن شاء الله سيعود". وقال أطباء في مستشفيات في سفاجا الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب شرقي القاهرة وفي الغردقة القريبة انه تم إبلاغهم بالاستعداد لاستقبال ناجين ولكن لم يصلهم احد
مشهد مروع
مشهد مريب
برد قارص وليل دامس
صراخ و وعيل
مشهد فظيع تمزقت معه القلوب وذابت منه العيون
وسقطت منه الجفون
وسقطت أيضاَ معه الوعود
وعود الغدر والكذب
عهود النفاق والرياء
وغرقت معه الضمائر
وانكشفت به الحقائق
حقائق من فقدوا الضمائر
وهرب القاتل بفعلته
في أقل من 24 ساعة كان المغوار خارج البلاد
في رقبة من هذه الحقائق؟
في عرف من هذه المهازل؟
من سيحاسب هؤلاء الجبناء؟
من سيعوض أهالي الشهداء؟
المشهد كان مؤلماَ.. عشرات الجثث طافية فوق الماء.
مات الشهداء من
البرودة.. وشرب الماء المالح.. وجثتهم كلها كانت سليمة في ثاني أيام الحادث.. ولكن ثالث أيام الإنقاذ كان يحفل بمفاجآت مثيرة لفريق الغواصين
لكن ثالث أيام الانقاذ كان يحفل بمفاجآت مثيرة لفريق الغواصين علي بواخر الشركة!
حينما وصلت الباخرة ردس جيت لموقع غرق السفينة لاحظ فريق الغواصين أن عشرات الجثث بدأت تطفو من جديد في مكان الغرق.. أسماك القرش المتوحشة.. واسماك البراكودا التهمت أجزاء كبيرة من أجساد.. ووجوه الغرقى!
لم يستطع أحد الغواصين القفز في الماء.. لأن بعض الجثث كانت غارقة في أعماق سحيقة لا يستطع أي غواص الوصول إليها
جثتان متهما أثارت مشاعر الجميع لأب كان يحتضن ابنته الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها 7 سنوات!
مات الأب.. والابنة.. والتصقت الجثتان.. لم يفلح رجال الإنقاذ في فصليهما.. كانا في حالة تيبس.. حاول أيضا الأطباء الشرعيين فصل الجثتين ولكن بلا جدوى!
أضطر المسئولون في الميناء لوضع جثة الأب.. وابنته في كيس واحد.
مشهد آخر رهيب مهيب هو مشهد أهالي الضحايا تجمعوا
والدموع بعيونهم وهم يبيتون ليلتهم في العراء.. علي الأرصفة أمام الميناء في انتظار أي معلومة.. حتى لو كانت جثة.. ابنهم.. أو شقيقتهم!
وإليكم مشهد لا تفوتوه
بابا اختفي في باخرة الموت!
مصير الأب مازال مجهولا.. ترك أسرته وذهب للعمل في السعودية.. وحينما أراد العودة نهائيا لم يجد أمامه سوي 'عبٌارة' الموت ليستقلها في الطريق إلي القاهرة.. وتضيع كل آثار الأب.. لم تجد الأسرة اسمه في كشوف الأحياء.. ولم يتم التعرف عليه من خلال جثث الضحايا!
بكاء ابنه محمد كان يحرك الصخر.. وهو يبيت أمام باب الشقة ليؤكد أن والده عائد الآن.. ويقول 'سيبني أنام جنب الباب' بابا قالي في التليفون إنه مش ها تأخر'.. تبكي الأم وهي تربت علي كتف ابنها وتخبره أن الأب سيخلف وعده هذه المرة.. ولكن الأمر كان خارج يده!
هذه الكارثة يمكن أن تترك أثارا نفسية طويلة المدى, فقد يعانى البعض كبارا كانوا أم صغارا من اضطراب ما بعد الصدمة, وهو اضطراب نفسي يشمل تذكر صور الحدث وكوابيس ومشاعر قلق وإكتئاب مع التأثير السلبي على الأداء في العمل, وقد تستمر هذه الأعراض عدة أعوام بعد الحدث, وكثيرا ما يحتاج الناس إلى مساعدة نفسية .
من نلوم ومن نحاكم ؟
من أيام صدر قرار بترقية بعض المتورطين في هذه الجريمة النكراء
تخيلوا ترقية لقاتل ومجرم ومهمل
بدلاَ من السجون
أعطوهم النياشين
ترقية ليتولى كلاَ منهم رئاسة ميناء آخر بالكامل
ليغرق الباقي
وتتوه السفينة عن الطريق
ويضيع الطريق عن القبطان
ونغرق نحن جميعاَ
نعم سنغرق مع أولئك الأوغاد
وحسبي الله ونعم الوكيل
وما نامت أعين الجبناء